إنها لا تعرف من أنا
ولكني أعرف من هي !!!!
تقول إحدى الممرضات:
ذات صباح مشحون بالعمل الدؤب في غرفة الطوارئ بالمستشفى وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً، دخل عليَّ عجوز يناهز الثمانين من العمر لإزالة بعض الغرز من إبهامه المجروح وذكر لي أنه في عجلة من أمره لأن لديه موعد هاااام جداً في التاسعة ..
طلبت منه أن يجلس على الكرسي المخصص لإجراء الغيارات على الجروح وتحدثت معه قليلا ً لتسليته وإشغاله عن الألم ريثما أزيل الغرز وأهتم بجرحه ..
سألته عن طبيعة موعده ولماذا هو في عجلة من أمره ؟؟؟
فأجابني :
أنا أذهب كل صباح لدار الرعاية لإتناول طعام الإفطار مع زوجتي الحبيبة ....
فسألته عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟؟؟
فأجابني بأنها هناك منذ فترة طويلة لأنها مصابة بمرض الزهايمر ( ضعف الذاكرة (
وبعد أن إنتهيت من تغيير جرحه سألته !!!
وهل ستقلق زوجتك عليك لو تأخرت عن الميعاد قليلا ؟؟
فأجاب : إنها لم تعد تعرف من أنا !!
إنها لا تستطيع التعرّف علي منذ خمس سنوات مضت !!!
فقلت له:
غريبة أنت لا زلت تذهب إليها بإستمرار لتناول طعام الإفطار معها كل صباح رغماً عن أنها لا تعرف هل جئت أم لا ؟؟
وحتى من أنت ؟؟؟؟؟
إبتسم الرجل بنشوة وهو يضغط على يدي
وقال لي :
هي لا تعرف من أنا !!! ولكني
أعرف تماماً من هي ............
قالت الممرضة:
اضطررت لإخفاء دموعي عنه لكي لا يراني حتى رحيله حتى لا أجرح شعوره !! وقلت لنفسي
هذا هو نوع الوفاء الذي أريده أن يكون ممن حولي فى حياتي !!!!
ونحن جميعا ًنريد هذا الوفاء في حياتنا !!!
نعم نريد هذا الحب الطاهر أن يعم مع من حولنا هكذا !!! ..
نريده من زملاء العمل، إخواننا، أصدقائنا،
أهلنا وأبنائنا ...
والأهم من ذلك
أن نتعامل به مع والدينا ..
.
اللهم أرزقنا الإخلاص في العمل والصدق والوفاء في التعامل مع الآخرين
آآااااامين ..........