انحدآر لغة الحوآر اليومية ..
واختفـآء العبـآرات المهذبة من تعاملاتنا اليومية
من فضلك.. آسف.. عفوا.. شكرا..
يختلف اثنان على أن لغة الحوار اليومية بين الناس في
البيت والشارع والعمل وحتى في
المدرسة والجامعةانحدرت، أصبحت جافة وعنيفة
يسيطر عليهاالصراخ ونظرات الاشمئزاز.
اختفت، أو تكاد، تلك اللغة المهذبة التي
تنم عن احترام الآخر،
فمن يتحمل مسؤولية هذا الانحدار؟
في أن العنف اللفظي أصبح يسيطر
على لغة الحوار اليومية بين الناس،
من البيت إلى الشارع، ومن
أماكن العمل إلى المدرسة والجامعة.
- لا ينكر أحد أن مساحة العنف تزايدت
في المجتمعات العربية، ومن يقرأ صفحات
الحوادث يتأكد من ذلك. فنحن خلال السنوات القليلة الماضية شهدنا وسمعنا عن
جرائم عديدة هزت الرأي العام وتابعها كل
بيت من فرط دمويتها، ويبدو أن جرعة
العنف هذه طالت حتى لغة الحوار اليومية
التي تحدث بين الناس في كل
مكان وعلىالمستويات كافة، فلم تعد لغة
مخاطبة الآخرين مهذبة واستبدلت
بها مفردات عنيفة.
معارك سببها كلمة أو نظرة
أن الكثير من المشاجرات التي
تتحول إلى معارك وقضايا بطلها الأول كلمة أو نظرة:
- للأسف لم تعد لغة التخاطب تنم عن احترام متبادل، وأدى انحدار اللغة اليومية بين
الناس واختفاء العبارات التي تنم عن
احترام الآخر و((انقراض ثقافة الاعتذار)) السبب
في اندلاع الكثير من الخلافات التي
وصلت إلى قاعات المحاكم.
من يصدق أن الكثير من القضايا
تبدأ بنظرة تنم عن الاشمئزاز من شخص
إلى آخر لا تعجبه وتكبر «السالفة» وتصبح
قضية كبيرة، وهذا نشهده حتى
بين الشباب صغار السن في
الشوارع والأماكن العامة، أو من يصدق أن
معركة تندلع في إشارة مرور بسبب كلمة
قالها سائق لآخر؟
حتى بين الكثير من الأزواج أصبحت
لغة التهديد والوعيد والشتائم تسود بدلا من
الحب والرحمة والحوار. واعتقد أن
هذه اللغة الهابطة للتعامل بين الأزواج هي السبب
في زيادة قضايا الطلاق.
فالكثير من الخلافات الزوجية التي انتهت
بالطلاق كانيمكن أن تقتل في
مهدها،لو أن أحد الزوجين قال كلمة
مهذبة أو اعتذر الطرفالمخطئ للآخر.
ولا أبالغ عندما أقول انه لو كانت اللغة السائدة
بينالناس هي(( اللغة المهذبة)) التي
تنمعن الاحترام مثلما(( كانت سائدة قديما))
أيام أجدادنا وآبائنا حيث كان الناس يفهمون الأصول،لاختفت %90 من القضايا،
لكنناللأسف نعيش في عصر مغلف بالعنف
في كل تعاملاتنا، ولا مكان لمفردات
المدينة الفاضلة.
بحبك يا حمار
مجموعة من الأسباب التي أدت إلى انحدار
لغة الحوار اليومية بين الناس واختفاء
العبارات المهذبة:
- التطورات الهائلة التي حدثت في مجتمعاتنا، وعلى رأسها الفضائيات والإنترنت والهواتف
المحمولة، أدخلت إلى تعاملاتنا اليومية لغة
تشتمل على مفردات هابطة، والمؤسف أنها
أصبحت السائدة
وتوارت العبارات المهذبة، كأنه أصبح من
العيب أن تخاطب الآخر بـ«حضرتك»
أو تقول
«من فضلك» أو تعتذر بقول «آسف» عندما تخطئ في حق الآخرين.
بل أصبحت وسائل الإعلام تعتمد هذه اللغة الهابطة
طوال اليوم وعلى مدار الساعة،
تقتحم أذنيك أغنيات ورنات هاتف هابطة
من نوعية «بحبك يا حمار»، بل تحتفي
الكثير من الفضائيات العربية بهذه الأعمال
المليئة بالإسفاف التي يتأثر بها الأطفال في
غيابرقابة الأب والأم. وما يحدث أن
أجيال جديدة تنشأ وقد تربت على
سماع هذه المفردات
الهابطة، وأصبحت تشكل قاموسها وتتحدث
به في تعاملاتها اليومية.